دعنا نتخيل أنك في صف الآن فيه مجموعة من التلاميذ، كل من التلاميذ لديه خلفية ثقافية وبيئة مختلفة، والمطلوب منك هنا أن تساعدهم على فهم مفهوم ما، ولكن كيف؟
الآن دعنا نفكر كيف سنقوم بذلك…
علينا أولاً معرفة أن العديد من المعلمين والمعلمات يواجهون صعوبات تختلف مستوياتها بحسب البيئة، المكان، الزمان، أعمار المتعلمين وأنماط تفكيرهم وشخصياتهم.
نعم، إن للمتعلمين أنماط شخصيات مختلفة وهي المفتاح الذهبي والعصا السحرية للمعلمين والمعلمات في حال استطاعوا معرفة أنماط تعلم تلاميذهم سيصبحون قادرين على تجاوز العديد من الصعوبات والعراقيل في عملية التعلم.
دعونا نعود سوياً بذاكرتنا إلى مقاعد الدراسة ولنتذكر الصف الذي كنا فيه لنتجول قليلاً بين المقاعد ولنرى أصدقائنا المعلم أو المعلمة وتلك المواقف والطرف التي كنا نلقي بها حين نشعر أن تركيزنا قد انعدم وأننا لم نعد قادرين على المشاركة، ماذا ترون؟
نعم، بعض التلاميذ يلهون والآخر متذمر من زملائه النشيطين، وذاك الذي يتابع كل كلمة من المعلم والمعلمة بشغف كبير وتركيز عالٍ وذاك الذي لا يأبه لشيء سوى نظراته الخجلة التي تجوب قاعة الصف.
إن كنت معلماً أو معلمة أو حتى مديراً أو مديرة أياً كان منصبك وتقرأ الآن معي دعنا نبدأ سوياً بمعرفة نظرية أو مقياس هيرمان.
مقياس هيرمان
مقياس هيرمان هو مقياس يحدد درجة ميولك إلى نوع معين من أنماط التفكير والتي تنقسم إلى أربع أجزاء بناءً على نموذج التفكير الكلي للدماغ (Whole Brain Thinking Model) والذي أوجده العالم هيرمان نفسه.
تسمية مقياس هيرمان:
يعود سبب تسميته بهذا الاسم للعالم الذي أوجده وهو نيد هيرمان، حيث كان رائداً في مجال دراسة الدماغ وتطبيقها والأصل في إنشاء هذه النظرية كان لحل مشكلة تجارية، مما دفع هيرمان ليبني نموذج تفكير كلي للدماغ ليساعده في فهم الأشخاص وطرق تفكيرهم.
أنماط التفكير بحسب مقياس هيرمان:
إن مقياس هيرمان يقسم التفكير الكلي للدماغ الى أربعة اقسام، هذه الأقسام مترابطة وتعمل بشكل تشاركي، مما يعني أن جميع الأشخاص يملكون هذه المناطق الأربعة إلا أن منطقة منهم تكون المسيطرة والغالبة وهي التي تحدد ألية عملهم وتفكيرهم السائد وإليكم الأنماط فيما يأتي:
أولاً: التفكير الاستراتيجي \ الموضوعي:
يشار إليه باللون الأصفر في مقياس هيرمان ويوجد في الجزء العلوي من اليمين على خريطة نموذج التفكير الكلي للدماغ، يتصف الأشخاص الذين يميلون الى هذا النمط بما يلي:
يتصف أصحاب هذا النمط بكونهم قادرين على التحليل ضمن بيانات ونتائج وهم شموليون ويعتمدون التقييمات أيضاً، كما وأنهم يميلون الى اعتماد التكنولوجيا ولغة الأرقام للوصول الى الحقائق.
ثانياً: التفكير التطبيقي \ التنفيذي:
يشار إلى هذا النمط باللون الأزرق، ويوجد في الجزء العلوي من اليسار على خريطة نموذج التفكير الكلي للدماغ، يتصف الأشخاص الذين يميلون الى هذا النمط بما يلي:
يتصف أصحاب هذا النمط بالعقلانية والمنطقية والدقة وإدارة عالية للوقت والمهام والتفاصيل والانضباط، والتوجيه.
ثالثاً: التفكير الإنساني \ العاطفي:
يشار إلى هذا النمط باللون الأحمر ويوجد في الجزء السفلي من اليمين على خريطة نموذج التفكير الكلي للدماغ، يتصف الأشخاص الذين يميلون الى هذا النمط بما يلي:
يتصف أصحاب هذا النمط بالقدرة على التواصل وبناء العلاقات والتأثير بمحيطهم على نطاق واسعويميلون إلى والشاعرية في تفكيرهم.
- التفكير الإبداعي:
يشار إلى هذا النمط باللون الأخضر ويوجد في الجزء العلوي من اليمين على خريطة نموذج التفكير الكلي للدماغ، يتصف الأشخاص الذين يميلون إلى هذا النمط بما يلي:
يتصف أصحاب هذا النمط بميلهم الى الابتكار والإبداع والتفكير خارج الصندوق، لديهم نظرة مستقبلية وشمولية، يعتمدون على التجريب والاستنتاج.
أنماط شخصيات المتعلمين:
الآن بعد أن تعرفنا على مناطق التفكير لدى الأشخاص لابد لنا من أن نعرف أنماط الشخصيات وهي كالتالي:
- الطالب كثير النشاط والكلام:
يتصف بطاقته العالية وقلة تركيزه، دائم السؤال والتعليقات على كل ما يحدث أمامه وذلك بدافع المعرفة أو الفضول.
- الطالب المتملق:
يتصف بحبه لإبراز نفسه لدى المعلم يحب التودد للمعلمين والمعلمات يدعي أنه المميز لديهم والمفضل، يكون في حالة تتبع دائم لمعلميه وإن أبدوا انزعاجهم منه.
- الطالب المتفوق:
هذا هو النوع المفضل لدى المعلمين والمعلمات وهو محبوب ومريح غالباً ما يتمنى معظم المدرسين والمدرسات لو أن جميع التلاميذ من هذا النمط، غالباً ما يكون جدير بتقدير وثناء المعلمين له وينال الدعم.
- الطالب غير المكترث:
وهو تلميذ يكون ذو سطوة لا يعبأ بأي التزام في مدرسته أو صفه لا يهتم إلا بنجوميته ضمن زملاءه غالباً ما يكون له تأثير كبير على من حوله.
- الطالب العدواني:
هو من أكثر النماذج تواجداً خاصة في زمن التكنولوجيا والعالم الافتراضي، فهو دائماً في حالة تأهب واستعداد لخوض شجار أو جدال لا يتمتع بأي نوع من اللباقة أو الأدبيات، بل لديه حب لخلق التحديات والمشاكل ورفع الصوت دونما أي اكتراث لمن حوله أو اهتمام لوجود أحد.
- الطالب العنيد:
هو الطالب الذي يصمم على رأيه أياً كان مصيب أو مخطئ، يبادل الاحتكاك العنيف من قبل المعلم أو المحيط بالعناد، أما في حال استخدام الأساليب الإيجابية فيكون قادرً على التخلص من هذه الصفة وهذا ما سنقوم بتغطيته في مقالات قادمة.
- الطالب الخجول:
هو الطالب الذي يواجه صعوبة في السؤال أو المشاركة في الحصص، قد يكون ذو ذكاء حاد ومجتهد إلا أن خجله في بعض الأحيان يجعله مهمشاً وغير مُكترث به وذلك لأنه لا يملك ثقة كافية بالنفس لكي يرفع يده أو أن يشارك في أي نشاط.
- الطالب الكسول:
هذا النوع من الطلاب ليس بالضرورة غير ذكي، إنما قد يكون مهملاً لواجباته وصفوفه وذلك لشعوره بالكسل والخمول ويحب إراحة نفسه وعدم تكليفها أي جهد، لذا فإنه يؤجل كل ما يوكل إليه.
في النهاية، هذه أنماط المتعلمين وأنماط شخصياتهم والتي تواجهنا في حياتنا بشكل يومي في كل مكان، داخل الأسرة والعمل وحتى في المواصلات والأماكن العامة وبالطبع في المدرسة لذا من الضروري لنا أن نتعلم عن هذه الأنماط.
وأن نتذكر أنفسنا كيف كنا في مدرستنا وماذا كنا نرجو من معلمينا ومعلماتنا وكيف نريدهم أن يتعاملوا معنا وكيف لنا أن نجعل البيئة والمساحة مرحبة وصديقة بشكل أكبر سواء كانت بيئة عمل أو مدرسة أو غيرها وهذا يسهل لنا حياتنا ويؤمن لنا توازناً واستقراراً نفسياً من خلال توازن علاقاتنا مع المحيطين والقدرة على التعامل والتواصل بشكل صحيح وصحي معهم.
بقلم: نور بريمو
المقال لم تصنف الطلاب بحسب تقسيم هيرمان .. اين اجد توصيف لهؤلاء الطلاب؟