كيف نتخطى ضغوط العمل ؟

إن ضغوط الحياة والعمل هي واحدة من أهم مشاكل حياتنا اليوم، فقد تغيرت طبيعة الحياة التي يعيشها الإنسان لتصبح أكثر تعقيداً ويتحمل الإنسان في عصرنا الحالي العديد من المهام المهنية والحياتية المعقدة بالنسبة للإنسان في العصور السابقة ويعاني أكثر من 40% من العاملين من ضغوطات العمل.
وصرحت منظمة الصحة العالمية حول هذه القضية:
إن ضغط العمل هو وباء عالمي”
وصرح الدكتور هاري داش:
تقع أكثر النوبات القلبية يوم الاثنين بين الساعة 6 صباحاً و12 ظهراً أكثر من أي وقت أخر.

فما هي أسباب الضغوط وما العوامل التي تزيد شعورنا بالتوتر؟

أولاً: تغييرات في موقع العمل: إن بيئة العمل المتغيرة بشكل مستمر بسبب تغييرات في السوق المهنية وتغييرات تقنية واقتصادية ودخول الذكاء الصناعي يضع مزيد من الضغوط على العاملين والموظفين باختلاف تخصصاتهم.

ثانياً: بيئة العمل غير الصحية:
إن بيئة العمل السيئة هي من أهم التحديات التي تواجه العاملين وإن استمرار العمل فب ظروف مهنية رديئة يسبب مع مرور الوقت احتراق نفسي للموظف ومضاعفات صحية ومهنية.

ثالثاً: التحديات الفردية:
إن التحديات المهنية التي تواجهنا بشكل يومي ومستمر وقدرتنا على التعامل معها هي أحد العوامل المسببة للضغوط المهنية فنحن نتعرض باستمرار لمواقف عادية وغير عادية في موقع العمل.

معادلة التوتر:
عندما تشعر أنك معرض للتهديدات وضغوط المتزايدة في عالمك وتشعر أن لديك قدراتك أقل للتحكم في هذه الضغوط وفي ظروف حياتك فإن مستوى قلقك وهمك عادة ما سيزيد وبصيغة متزايدة.

ويمكننا التعبير عن ذلك بشكل رياضي:

تهديدات متزايدة + قدرات أقل= توتر أكبر.
تهديدات متزايدة + قدرات أكثر= توتر أقل.

لكن هل هناك توتر مفيد؟
أعتقد يمكننا استغلال الضغوط حتى تعمل لأجلنا بدلاً من العمل ضدنا.

فالتوتر الجيد هو التوتر الذي يمنحنا الطاقة التي نحتاجها للتعامل مع المشكلات و يساعدنا لدراسة الظروف بشكل جيد وإعداد أفضل حلول ممكنة.
ومن المهم التفريق بين توتر صحي وقائي يمكن أن يساعدك وبين توتر سام يمكن أن يضرنا.

وكمثال عن التوتر المفيد الذي يرافق الطالب عند اقتراب موعد الامتحانات الذي يدفعه للدراسة بشكل أفضل.

نحن نحتاج بالتأكيد إلى بعض التوتر في حياتنا، إن التوتر هو دفاعنا الطبيعي لموقف مهدد لنا وهو ما يساعدنا على التفاعل بسرعة وبشكل فعال.
لذا فإن التوتر هو استجابة صحية إلى حد ما.

لكن كيف يمكننا مواجهة الضغوط السلبية التي تأثر على حياتنا وكيف يمكننا تحويلها إلى نجاحات وكي نحمي أنفسنا من الأثار السلبية للضغوط هناك أسلوب يمكننا استخدامه لتخطي التوتر.

أسلوب 4 خطوات لتحدي الضغوط:

الخطوة الأولى: توقف:
توقف قليلاً عن التعامل مع التحديات، خذ إجازة من عملك وجرب أن تبتعد عن مصدر الضغوط والتوتر قليلاً.

الخطوة الثانية: تنفس:
خذ قسط من الراحة وابتعد عن التفكير في العمل، قم بعمل أشياء ممتعة وكن مع عائلتك وأصدقائك.
مارس هوايتك وجرب أشياء جديدة وممتعة.

الخطوة الثالثة: تأمل:
الآن فكر بعمق وخطط بشكل احترافي، جرب أن تفكر من خلال الكتابة، دون أفكارك وحللها وجرب أن تربط وتحلل الظروف المحيطة بك وقم أيضاً بتقسيم مهامك إلى مهام صغيرة.
حدد التحديات وحللها وحدد أفضل الحلول.

الخطوة الرابعة: اختر:
أنت الآن مرتاح بشكل أكبر وقضيت وقتا ممتعاً مما سيزيد قدرتك على الضغوط، ‏الآن اختر الحلول المثالية والممكنة وأنت للتحديات وابدأ العمل.
نظم الوقت وقسم المهام ورتب الأولويات واطلب المساعدة والدعم من زملائك عند الحاجة.
وابدأ تفكيك الضغوط والتحديات وخلق بيئة عمل أفضل.

في النهاية التوتر والضغوط هي أمر طبيعي يحصل مع الجميع وبدرجات متفاوتة وهو رد فعل طبيعي لكن يجب علينا المحافظة على توتر فعال يدفعنا إلى الإنجاز والنجاح والتخفيف من التوتر السلبي السام.
وعلينا الحافظ على التوازن في حياتنا وأن نحمي أنفسنا ونحافظ هلى صحتنا النفسية بشكل دائم وتحقيق توازن بين العمل والراحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Refund Reason